الصحابي الجليل عمران بن حصين الذي كانت تصافحه الملائكة وسبب حُب أهل البصرة له
الصحابي الجليل عمران بن حصين

 الصحابي الجليل عمران بن حصين هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، دخل في الإسلام سنة سبعة هجرياً، وبالتحديد بغزوة خيبر، وقد كان إسلامه مع أبي هريرة رضي الله عنه في نفس العام، وقد كان يكنى بأبو نجيد، وقد كان من قبيلة بمدينة البصرة تدعى قبيلة خزاعة.

الصحابي الجليل عمران بن حصين وإسلامه

جاء مجموعة من الرجال إلى عمران بن حصين، في عام خيبر شاكيين له من مهاجمة النبي صلى الله عليه وسلم لأوثانهم، وعندما سمع عمران بكلامهم انطلق معهم عازماً على الأخذ بالثأر لتلك الآلهة من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، بأن يقوم بالسخرية والتهكم عليه معهم، ولكن الرسول لم يبالي بسخريتهم تلك، وسأل عمران بن حصين عن عدد الآلهة التي يعبدها، فأجاب عمران على سؤال الرسول قائلاً سبعة آلهة في الأرض وإله واحد في السماء.

ولكن الرسول لم يتوقف عند هذا السؤال وعاد ليسأله عن الإله الذي يدعوه ويطلب منه العون عندما يصيبه ضرر أو مصيبة، فأجاب عمران بأنه وقتها يتوجه إلى إله السماء، فعندها قال له النبي صلوات الله وسلامه عليه، ما معناه كيف لك أن تشرك مع الله آلهة الأرض ووحده من يستجيب لدعائك، عندما سمع عمران ما قاله الرسول صمت ولم ينطق بكلمة، فما كان من النبي إلا أن دعاه للدخول في الإسلام، وبالفعل استجاب عمران لدعوة الرسول وقام بمعاهدته على الإسلام، وحسن إسلامه، وخاض مع النبي الكثير من المعارك والغزوات، كما كان من نقلة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من شدة تقواه يلقب بشبيه الملائكة.

لماذا لقب بالصحابي الذي كانت تسلم عليه الملائكة

  • ذكر أن الملائكة كانوا يصافحون الصحابي الجليل عمران بن حصين
  • وليس هذا فقط ولكنها كانت تحدثه ويحدثها أيضاً

ولكنها قد انقطعت عن مصافحته لفترة، والسبب في ذلك أن الصحابي الجليل عمران بن حصين، عندما أصيب بمرض البواسير تمت معالجته بالكي، وبسبب نهي الله عز وجل عن اللجوء لتلك الطريقة في العلاج، فإن الملائكة انقطعت عن مصافحته، ولكن الصحابي الجليل لم يعود لهذا الفعل مرة أخرى، وهذا ما جعل الملائكة الكرام، يعودون لمصافحته من جديد قبل وفاته

الدليل على أن الملائكة الكرام كانوا يصافحون الصحابي الجليل عمران بن حصين

ما ورد عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي، قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف قال، أرسل إلى عمران بن حصين في مرضه فقال : إنه كان تسلم علي ( يقصد الملائكة) فإن عشت فاكتم علي وإن مت فحدث به إن شئت.

سبب مصافحة الملائكة له

والسبب الذي جعل الملائكة تقدم على مصافحته:

  • أنه عندما قام بمبايعة النبي على الإسلام، عاهد نفسه على أن تلك اليد التي قامت بملامسة يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل المعاهدة، لن تمس شيء قد حرمه الله عز وجل.
  • وأنه لن يستخدمها إلا فيما يحبه الله ورسوله.

سبب حب أهل البصرة له

  • سبب زهد الصحابي الجليل عمران بن حصين في الدنيا، كان وراء حب أهل البصرة له
  • وليس لهذا السبب فقط، ولكن بسبب تقواه وورعه الشديدين
  • وهذا ما جعل الحسن البصري يقول عنه: لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله أفضل من عمران بن حصين، وأبي بكر الصديق.

محاولته قتل الفتنة بين الناس

كان رضي الله عنه دائم المحاولة في قتل الفتنة بين الناس، وحقن دماء المسلمين، وهذا يعد سبب أخر من أسباب حب أهل البصرة له، ولذلك كان يوصي المسلمين:

  • بعدم القتال والبعد عن أي أمر يكون سبب في إراقة الدماء
  • خاصة عندما حدثت الفتنة بين جيش علي وجيش معاوية، فقد كان رضي الله عنه، مستميتاً في محاولة قتل تلك الفتنة والقضاء عليها
  • وأوصي الناس بهذا الأمر، وفي هذا قال مقولته الشهيرة :

” لأن أرعى أعنزاً حُضنيات في رأس جبل، حتى يدركني الموت، أحب إلي من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم، أخطاء أم أصاب” ، ومن شدة حرصه على قتل الفتنة أياً كان مصدرها فقد كانت له مقولته الشهيرة أيضاً وهي: “الزم مسجدك، فإن دخل عليك، فالزم بيتك، فإن دخل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك، فقاتله”.

قصة وفاته

  • عرف رضي الله عنه بشدة رضاه وتقبله لجميع أقدار الله والصبر عليها
  • ولذلك فرغم أنه قد ابتلاه الله عز وجل بمرض ظل ملازماً له 30 عام
  • ومع هذا لم يشتكي يوماً، رغم شدة هذا المرض وقسوته
  • ولكنه كان دائم الصبر والمواظبة على الذكر وكثرة الصلوات
  • وقد كان الصحابة يحاولون دوماً التخفيف عنه ومواساته بسبب ما أصابه
  • ولكنه كان من شدة صبره ورضاه بقضاء ربه، يجيبهم مبتسماً :

“إن أحب الأشياء إلى نفسي أحبها إلى الله”

وقد أوصى أهله قبل وفاته:

  • بالاستعجال في دفنه
  • وأوصاهم أيضاً بالذبح وطهي الطعام وإطعام الناس عند العودة من دفنه رضي الله عنه
  • كما أوصاهم  أيضاً بألا يقوموا بالعويل والصراخ عند وفاته، رضي الله عن الصحابي الجليل عمران بن حصين.