قصة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط – قصة نزول آية من السماء في حق الصحابية الجليلة
قصة أم كلثوم بنت عقبة

 أسمها كاملاً هو أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي، صحابية جليلة، وهي أيضاً من رواة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان مولدها بمكة المكرمة، والصحابي الجليل عثمان بن عفان هو أخوها من أمها أروى بنت كريز بن ربيعة.

أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط

أما أبوها عقبة بن أبي معيط فهو من أشد أعداء الإسلام، كما كان شديد الكره للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن شدة كرهه للرسول أنه قام بخنقه في مرة من المرات محاولا قتله حتى اغشي على الرسول صلوات الله وسلامه عليه نتيجة لذلك، وقد تم قتله بغزوة بدر، وأخواتها هم خالد بن عقبة بن أبي معيط، والوليد، وعمارة وهم أيضاً من أشد أعداء الإسلام، كوالدهم عقبة بن أبي معيط.

قصة إسلامها

شرح الله قلب أم كلثوم للإسلام وهي بمكة المكرمة، ولكنها مع هذا لم تعلن إسلامها خشية أهلها وقومها، ومع مرور الوقت كانت تزيد في تمسكها بدينها أكثر، كما أنها قد زهدت في متاع الدنيا، ولم يعد يعنيها شيء سوى رضا خالقها والفوز بالجنة:

  • وفي السنة السابعة للهجرة، وبالتحديد وقت صلح الحديبية، قررت أم كلثوم الهجرة إلى المدينة المنورة
  • وقد كانت أول المهاجرين
  • ولم تفكر في شيء سوى الهجرة والنجاة بدينها بعيداً عن أهلها وقومها
  • فقطعت الطرق البعيدة وحدها، دون رفيق يحميها أو يهون عليها أعباء السفر
  • إلى أن أرسل الله لها من يهون عليها رحلتها
  • فبينما هي في الطريق إلى المدينة، قابلت قافلة صاحبها من قوم خزاعة المحالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ضد قريش
  • فانشرح صدرها وأحست بالأمان
  • وقد تم تكريمها من قبل أصحاب تلك القافلة، حتى وصلت بأمان إلى مبتغاها وهو المدينة المنورة
  • وفازت باللحاق برسول الله ومن هاجر معه من المسلمين.

قصة نزول آية من السماء في حقها

حتى يتم صلح الحديبية، كان هناك عدة شروط لابد من تنفيذها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من ضمن تلك الشروط، أن يرد الرسول كل من يهاجر من قريش إلى المدينة المنورة، لذلك فعندما علم أهل أم كلثوم بهجرتها، قام أخوتها وهم عمارة والوليد باللحاق بها لمحاولة إعادتها مرة أخرى، وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوم بردها وفقاً للشرط السابق ذكره، ولكن أم كلثوم طلبت من رسول الله عدم ردها إلى أخوتها قبل أن يقوم الرسول بالإجابة عليهم، معللة ذلك بأنها إذا عادت إليهم مرة أخرى سوف يحاولون ردها عن دينها، بشتى الطرق وهي لن تقوى على تعذيبهم لها، لكونها امرأة ضعيفة لا حيلة لها.

مجيء الإجابة من السماء

وقبل أن يجيب الرسول عليهم جاءت الإجابة من رب السماء، ونزل قوله تعالى في سورة الممتحنة،قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾        [الممتحنة: 10، 11].

وقد نزلت تلك الآية في حقها رضي الله عنها.

زواج أم كلثوم

  • تزوجت أم كلثوم أربعة مرات، الأولى من الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، وفي العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة، استشهد في غزوة مؤتة.
  • وبعدها تزوجت رضي الله عنها من الصحابي الجليل الزبير بن العوام، ثم طلقت منه قبل ولادتها لابنتها زينب بعدة دقائق، ولذلك فإن عدتها منه تعد أسرع عدة مرت بها امرأة على مر العصور.
  • وبعدها تزوجت من عبد الرحمن بن عوف، الصحابي الجليل، ولها منه اثنان وهما إبراهيم وحميدا، وبعدها توفى رضي الله عنه.
  • فتزوجت من عمرو بن العاص رضي الله عنه.

وفاتها رضي الله عنها

  • توفت أم كلثوم رضي الله عنها، بعد زواجها من الصحابي الجليل عمرو بن العاص، بثلاثين يوم فقط
  • وكان ذلك أثناء خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعن الصحابية الجليلة أم كلثوم بنت عقبة.