خطيبة النساء أسماء بنت يزيد .. أول معتدة في الإسلام وثاني امرأة في بيعة العقبة الثانية
أسماء بنت يزيد

نسب أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية الأشهلية، وكانت تكنى “بأم سلمة”، أو أم عامر على أحد الأقوال، ووالدها هو الصحابي الجليل يزيد بن السكن أستشهد بغزوة أحد، كما أن أخوها هو عامر بن يزيد الصحابي الجليل، الذي استشهد بغزوة أحد أيضاً عندما جعل جسده درع يحمي به النبي صلى الله عليه وسلم، وبن عمها معاذ بن جبل الصحابي الجليل رضي الله عنه.

إسلام أسماء بنت يزيد

أسلمت أسماء في العام الأول للهجرة النبوية الشريفة، على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنهما، وهي من أوائل من قاموا بمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما أسلمت أسماء حسن إسلامها، حتى أنها من شدة حبها لله ورسوله، عندما استشهد أبوها وأخوها بغزوة أحد، كان أكبر همها هو سلامة النبي صلوات الله وسلامه عليه

فذكر أنها ألقت بحزنها الكبير وراء ظهرها وأسرعت لكي تطمئن بأن الرسول بخير، وقيل أنها عندما أطمئنت بأنه لم يصبه أذى قالت بلهجة المرأة المؤمنة المحتسبة : ” كل مصيبة بعدك يا رسول الله هينة، وقد روت العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصلت تلك الأحاديث إحدى وثمانون حديثاً نبويا

  • وقد روى عنها النسائي
  • وابن ماجة
  • والترمذي وأبي داود.

مشاركتها في العديد من الغزوات

  • حضرت أسماء بنت يزيد العديد من الغزوات
  • وكان لها عظيم الأثر في تلك المعارك، فقد كانت تسقي جنود المسلمين الماء
  • وتقوم بتضميد جروحهم
  • ولا تتردد لحظة في قتل كل من يفكر في الفرار من جند العدو
  • فشاركت بمعركة اليرموك، والتي كانت بين المسلمين والروم سنة 13 من الهجرة النبوية
  • وذكر أنها من شدة شجاعتها وا قدامها وغيرتها على دينها، قامت باقتلاع إحدى أعمدت الخيمة، وضربت به تسعة رجال من جيش العدو وهلكوا على يديها رضي الله عنها
  • هذا بالإضافة للعديد من الغزوات الأخرى التي شاركت بها، كغزوة خيبر  عام 7 من الهجرة النبوية الشريفة
  • وغزوة الحديبة، عام 6 من الهجرة النبوية
  • وأيضاً غزوة الخندق عام 5 هجرياً.

نزول آية في شأن أسماء بنت يزيد

وقت طلاق أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، لم يكن هناك عدة للمطلقة، لأن الخالق عز وجل لم يكن قد أنزل تشريع بذلك وقتها، وعندما قدر الله لها أن تطلق وكان هذا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، أنزل الله سبحانه وتعالى آية في حقها، وتلك الآية الكريمة هي، بسم الله الرحمن الرحيم”:

{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}

وبهذا نستطيع أن نقول أن أسماء بنت يزيد هي أول معتدة في الإسلام.

 

الدليل من السنة النبوية على ذلك

ما أخرجه أبو داود في سننه، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: طلقت على عهد رسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة فنزل قول الله تعالى في سورة البقرة ” والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”.

لماذا سميت بخطيبة النساء

كانت أسماء بنت يزيد تحرص على الاستفسار من الرسول صلى الله عليه وسلم، عن كل موضع من المواضع، ومن أشهر تلك المواضع التي استفسرت فيها، سؤالها للنبي عن غسل الحيض، كما ورد عن مسلم والخطيب، ولذلك قام الخطيب البغدادي وابن حجر العسقلاني من بعده، بإطلاق هذا الاسم عليها.

فصاحة أسماء بنت يزيد

وقد عرفت أسماء أيضاً بفصاحتها، فقد جاءت إلى النبي وهو يجلس بين أصحابه، ثم قالت له:

بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة من النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فأمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فُضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، وقال:

“هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر ديننا من هذا”

فقال الصحابة: يا رسول الله، ما ظننا امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها وقال:

” افهمي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله”، فانصرفت أسماء وهي تهلل. رواه البزار في مسنده.

وفاة أسماء بنت يزيد

  • توفت خطيبة النساء أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، عام 70 من الهجرة النبوية الشريفة
  • وقد تم دفنها بمنطقة الباب الصغير في مدينة دمشق
  • رضي الله عن خطيبة النساء أسماء بنت يزيد، التي وهبت حياتها لإعلاء راية الدين.